عندما خرجت من الغرفة .. كان الوجه الأبيض قد إصطبغ باللون الأصفر
والعينان إنطفأتا فى محجريهما ..
لحظتها خفق قلبى بعنف .. نبت العرق وفاض على مسّامى .. ورأسى أوشك الصداع
أن يشطره إلى نصفين ..
الخوف إستوطن ..
مادت الأرض من تحتى
والخُطى أصبحت كبندول ساعة فقد مداره .. وبدا الأمر جد خطير
وطوقتنى حيرة كمن فقد الدرب فحديثها ونحن بالعربة يوصينى بنفسى جيدا !
ورغم ذلك لم أعط الأمر أدنى إهتمام ناظراً فى الإتجاه المعاكس بل تظاهرت بإبتسامة
فمن يدرى لمن تحن له ساعة الغياب أولاً !؟
حتى لو كانت كل الدلائل والشواهد توحى بذلك ..
الصور تتراءى
الخطوات لاهثة
فتيات بزيهن الأبيض تحملن مستلزمات طبية وأخريات تدفعن (الترولى) بإتجاه حجرة (العمليات) القابعة عند نهاية الممر الحلزونى ..
الذهن مكدود شارد غير مستقر عبر المكان المرتجف بحضن الليل البارد
فالسماء حبلى بالغيوم والضوء المنبعث شحيح وفوق الوسادة جسد مسجى وبجواره (علب الأدوية) جهاز نبضات القلب " إسطوانة أوكسجين " و ..
تتململ الذكريات تخترق جدران الماضى يطل وجهها الصبوح حاملاً أعوام الحب والنماء ..
لحظة تمازجت روحانا حيث نسمات الهواء عبر فضاء الحقول .. تراقص النخيل
وزهور الحدائق المتاخمة والقمر بدر .. منشدا لزمان الوصل بالأندلس
نسهر حتى الصباح ننتظر الشقيق العائد من الجبهة - بالروح بالدم هنكمل المشوار - دبيب الخطى تتناهى لسمعى
أفقت من شرودى إرتشعت أوصالى إصطكت أسنانى خارت قدماى " كأن الدم قد فر منها " جلست متوجسا خيفة ضياع الممكن فى هذا الليل الذى يسدل ستائره الداكنه مترقبا خلاصه كى تبزغ الشمس
وينبت الأمل الذى مازالت بذرته باقية
نعاود الجلوس وسط الزهور المتفتحة
نتعانق خلف الأشجار والعصافير فوقها فرحةً بعودتها إلى أعشاشها فالمطر قد شرع بالهطول تتوه العينان بين الحبيبات والرذاذ يتكاثف على الزجاج وتأخذنى الرؤية حين ولج الباب لأرى ذات الرداء الأبيض فى حالة بحث عن الوريد واجهنى الطبيب بنظرة عجزت عن تفسيرها فقط مد يده بورقة أمرا إياى بإحضار ما فيها من الخارج
لم ينطق ببنت شفة تركنى حائراً كملاح تاه فى لجة بحر متلاطم
هرعت أهبط درجات السلم وسط شعاع ضوء مخنوق وظِل ممدود متحسسا موضع أقدامى بجوار الرصيف فالمطر يسقط بغزارة والريح تزمجر ونباح الكلاب يتصاعد
المحلات .. المقاهى .. والنوافذ مغلقة
داخلنى شعور شعور متأرجح بين الخوف والرجاء فصورتها تغدو أمامى تقترب وتبتعد
و .. أشعلت سيجارة وأخرى لحظات دوت صرخة مدوية حادة
زلزلتنى وبخطوات ملسوعة عدوت كالمجنون ..
نظرت برهبة لا شيئ يُرى كأن بصرى إضمحل
الدموع تجمدت ..
الآهات مكتومة ..
نمت مساحة العطش ..
إتسعت مسافات إنكساراتى ..
حاولت الصراخ ..
لكنى لم أجد صوتى ..!!
ولكنى وجدت صوت آخر يقول لى ..
البقاء لله ..
والعينان إنطفأتا فى محجريهما ..
لحظتها خفق قلبى بعنف .. نبت العرق وفاض على مسّامى .. ورأسى أوشك الصداع
أن يشطره إلى نصفين ..
الخوف إستوطن ..
مادت الأرض من تحتى
والخُطى أصبحت كبندول ساعة فقد مداره .. وبدا الأمر جد خطير
وطوقتنى حيرة كمن فقد الدرب فحديثها ونحن بالعربة يوصينى بنفسى جيدا !
ورغم ذلك لم أعط الأمر أدنى إهتمام ناظراً فى الإتجاه المعاكس بل تظاهرت بإبتسامة
فمن يدرى لمن تحن له ساعة الغياب أولاً !؟
حتى لو كانت كل الدلائل والشواهد توحى بذلك ..
الصور تتراءى
الخطوات لاهثة
فتيات بزيهن الأبيض تحملن مستلزمات طبية وأخريات تدفعن (الترولى) بإتجاه حجرة (العمليات) القابعة عند نهاية الممر الحلزونى ..
الذهن مكدود شارد غير مستقر عبر المكان المرتجف بحضن الليل البارد
فالسماء حبلى بالغيوم والضوء المنبعث شحيح وفوق الوسادة جسد مسجى وبجواره (علب الأدوية) جهاز نبضات القلب " إسطوانة أوكسجين " و ..
تتململ الذكريات تخترق جدران الماضى يطل وجهها الصبوح حاملاً أعوام الحب والنماء ..
لحظة تمازجت روحانا حيث نسمات الهواء عبر فضاء الحقول .. تراقص النخيل
وزهور الحدائق المتاخمة والقمر بدر .. منشدا لزمان الوصل بالأندلس
نسهر حتى الصباح ننتظر الشقيق العائد من الجبهة - بالروح بالدم هنكمل المشوار - دبيب الخطى تتناهى لسمعى
أفقت من شرودى إرتشعت أوصالى إصطكت أسنانى خارت قدماى " كأن الدم قد فر منها " جلست متوجسا خيفة ضياع الممكن فى هذا الليل الذى يسدل ستائره الداكنه مترقبا خلاصه كى تبزغ الشمس
وينبت الأمل الذى مازالت بذرته باقية
نعاود الجلوس وسط الزهور المتفتحة
نتعانق خلف الأشجار والعصافير فوقها فرحةً بعودتها إلى أعشاشها فالمطر قد شرع بالهطول تتوه العينان بين الحبيبات والرذاذ يتكاثف على الزجاج وتأخذنى الرؤية حين ولج الباب لأرى ذات الرداء الأبيض فى حالة بحث عن الوريد واجهنى الطبيب بنظرة عجزت عن تفسيرها فقط مد يده بورقة أمرا إياى بإحضار ما فيها من الخارج
لم ينطق ببنت شفة تركنى حائراً كملاح تاه فى لجة بحر متلاطم
هرعت أهبط درجات السلم وسط شعاع ضوء مخنوق وظِل ممدود متحسسا موضع أقدامى بجوار الرصيف فالمطر يسقط بغزارة والريح تزمجر ونباح الكلاب يتصاعد
المحلات .. المقاهى .. والنوافذ مغلقة
داخلنى شعور شعور متأرجح بين الخوف والرجاء فصورتها تغدو أمامى تقترب وتبتعد
و .. أشعلت سيجارة وأخرى لحظات دوت صرخة مدوية حادة
زلزلتنى وبخطوات ملسوعة عدوت كالمجنون ..
نظرت برهبة لا شيئ يُرى كأن بصرى إضمحل
الدموع تجمدت ..
الآهات مكتومة ..
نمت مساحة العطش ..
إتسعت مسافات إنكساراتى ..
حاولت الصراخ ..
لكنى لم أجد صوتى ..!!
ولكنى وجدت صوت آخر يقول لى ..
البقاء لله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق